: هل سيختلف اليوم الذي يلي التصويت عمّا سبقه؟استفتاء كردستان العراق
مجاز 24
(0)
في الخامس والعشرين من شهر شهر سبتمبر/أيلول الحالييتجه الناخبون في إقليم كردستان دولة العراق إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء الراسخبخصوص مستقبل الإقليم الذي يتمتع بالحكم الذاتي. ويتوجب على المقترعين الإجابة على أحد الأسئلة "هل ترغب في أن يكون إقليم كردستان والمناطق الكردستانية خارج الإقليم جمهورية مستقلة؟". ولأن الأكراد يشكلون غالبية أهاليالأنحاء التي ستشهد الاستفتاء و نظرا للتاريخ الطويل من السعي إلى توثيق المصير فإن حصيلة الاستفتاء تظهر شبه محسومة. ومهما قد كانتحصيلة الاستفتاء في أنحاءالهيمنة الكردية فلن تصبح له عواقب فورية في ما يرتبط بادارة الإقليم. ولا يبقى في جمهورية العراق آلية تحدد أسلوب انفصال جزء من البلاد وهكذا لن يشهد دولة العراق ما شهدته بريطانيا في أعقاب الاستفتاء على الذهاب للخارج من الإتحاء الأوروبي وهي العميلة المعروفة باسم "بريكسيت". ظروف داخلية وهنا يبزر السؤال الأتي: لماذا يتم الاستفتاء ولماذا في ذلكالميعاد؟ إن ميعاد الاستفتاء له ارتباطعلى الفور بالأوضاع السياسية في الإقليم، فرئيس الإقليم مسعود بارزاني قد تخطى ولايته وهو حريص على البدء بعملية استقلال كردستان جمهورية العراق قبل تركه منصبه بحلول توقيت الإنتخابات القادمة في الاقليم والمقررة في الأول من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني القادم. كما أن الاستفتاء يعطي أكراد دولة العراق تفويضا جديدا قبالة المجتمع العالمينحو البدء بعميلة الاستقلال عن دولة العراق والإعلان عن قيام جمهورية تحظى باعتراف منظمة الأمم المتحدةأثناءخمس إلى عشر أعواممرتقبة. ويعيش الإقليم فى ظلقرار ذاتي منذ انسحاب القوات العراقية منه بنهاية حرب الخليج 1991 حيث استطاعت القيادة الكردية منذ هذاالحين من إنشاء برلمان مخصص بهم وإقامة إدارة وقوات مسلحة، حتى أنهم استعملوا ورقة نقدية نقدية متنوعة عن هذه التي قد كانت متداولة في بقيةمناطقدولة العراقوقد كانت حصتهم من عائدات برنامج البترولبمقابلالطعام الذي قد كانت تديره الامم المتحدة حينذاك 17 بالمائة. ولو رجعالزمان الماضي بالأكراد إلى الوراء لفضلوا الوجود في المركز الذي كان قائما بدلاً من المساهمة في الحكم في أعقاب الإطاحة بحكم صدام حسين سنة 2003 من جانبالولايات المتحدة الامريكية، عقب أن تلقوا وعودا دائما إدارتهم الذاتية لمناطقهم ونيل نسبة من عائدات البترول والمباشرة بالمفاوضات على ترسيم الحدود الدائمة بين الاقليم والحكومة المركزية وحتى على الاستقلال عن السلطات المركزية في بغداد. بل بدلا من هذا بدأت بغداد بمجابهة الإقليم بشأن الحكم الذاتي ووصلت جلسات التفاهم بين الطرفين الى سبيل مسدود. وقال مسعود بارزاني حديثا إن مرسومالوجودفي إطاردولة العراق كان غير صحيح كبيرا. وتمكن الأكراد أثناءالسنين 14 السابقة من توسيع أنحاء نفوذهم وسيطرتهم وباتت تشمل الكثير منالأنحاء الغنية بالنفط ويعيش فيها عدد عظيمأحد أبناء القوميات الاخرى غير الأكراد مثل مدينة كركوك. الأكراد وحلم الجمهورية التاريخي كما نجحوا في تعديلإصدارالبترول في الإقليم حيث بلغت صادراته إلى 600 ألف برميل كل يوممن خلال خط انابيب البترول الذي يربط دولة العراق بميناء جيهان التركي على البحر الأبيضالمعتدلوذلكيُعد إنجازا كبيرا لمنطقة لا تتمتع بالاستقلال ومحاطة بدول تنظر اليها بريبة. بل الإقليم لا يزال يحتاج إلى الكثير من خصائص الجمهورية، فهو غير قادر على الاقتراض بضمانات سيادية وبفائدة معقولة وليس بمقدوره شراء الأسلحة كباقي أعضاء الامم المتحدة وحتى صادرات الإقليم من البترول تعرقلها أحيانا السلطات العراقية من خلال القنوات القانونية. كما أن السلطات العراقية تتحكم بأجواء دولة العراق كلها بما فيها أجواء الإقليم. وعلى مواطني الإقليم استخدام جوازات السفر العراقية وهم يخضعون لنفس القيود المفروضة على باقي العراقييننحو السعي للاستحواز علىملامح دخول البلدان الأخرى رغم أن الأمن الجيد الذي يتمتع به الاقليم مقاربة بباقي أنحاءدولة العراق. ماذا عقب؟ من المنتظر أن تمشي قيادة الإقليم قدما بالاستفتاء لأن دولة العراق وتركيا وإيران والمجتمع العالمي فشلوا في التوصل إلى اتفاق بشأنزمرة مؤثرة من الوعود والتهديدات لثني الأكراد عن السير قدما في الاستفتاء. ويتوقع أن أن تدين تركيا الاستفتاء وقد لا تلجأ إلى اغلاق الحدود في مواجهة الاقليم أو تعطل صادرات الإقليم من البترول عبر خط الأنبابيب المار عبر الأراضي التركية. ولا يتنبأ أن تشكل القوات الايرانية أو العراقية أو المليشيات الشيعية التي تدعمها طهران تهديدا لدفاعات الاقليم الجيدة. مقصدالكلام التركي والإيراني الإعلامي مقابل الاستفتاء إيقاف ما يعلم بــ "نفوذ الدومينو" على الأقليات الكردية في تركياوإيران وسوريا، التي قد تحذو حذو اشقائها العراقيين. ويقر معظم الساسة في دولة العراق في أحاديثهم المخصصة معي وبعيدا عن وسائل الإعلام بأن الإقليم لين قدما في سبيل الاستقلال ووصل إلى فترة اللاعودة في ذلكالمحاولة. بل لا يستطيع لأي سياسي عراقي أن يقر هذا علنا، أو على الأدنى في الحين الحاضر حيث يشهد دولة العراق في شهر إبريل/نيسان أو شهر مايو/أيار القادم انتخابات برلمانية ولا يرغب أي حاكمحكومة في دولة العراق أن يشاهدجمهورية العراق وهو ينقسم في عهده. إن الدينامية التي سيخلقها الاستفتاء سترغم السلطات العراقية على عرض مزيد من الصلاحيات لحكومة الاقليم كما أن الطرفين سينظران في ملف مدينة كركوك الشائك وغيرها من الأنحاء المتنازع عليها والتي باتت تحت هيمنة الاقليم بمعظمها، وهي أنحاء يسكنها العرب والأكراد وما زالت بغداد تقول أنها تابعة لها. قد كانت هناك محادثاتمتواصلة بين الطرفين منذ سنة 2003 ولا حديث في هذا. ورغم جميعذلك الضجيج، قد لا يتغايرهذا النهار الذي يلي الاستفتاء عن هذا النهار الذي سبقه. إن استفتاء كردستان قد يصبح أمرا مثيرا بل مع الانتهاء منه لن يرجعايضا
تعليقات
إرسال تعليق